بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: فوضى «المناخ»

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

تجتاح الحرارة الشديدة مع إرتفاع شديد فى درجات الرطوبة  ، العالم كله بلا استثناء ، وأصبحت ظاهرة تغير المناخ ، الشكوى الأولى والأساسية للبشرية جمعاء ، بل أضحت تنافس المشكلات الأخرى المزمنة ، التى يعانى منها المواطنون فى أجزاء كثيرة من العالم مثل مشكلات الغذاء والخدمات الصحية والأمراض ومستوى المعيشة وغيرها من االمشكلات العميقة والعويصة التى تعانى منها البشرية بشكل عام .

فقد أصبح تغير المناخ هما جديدا ، يُضاف إلى السلسلة غير الذهبية ، التى تعانى منها البشرية من مشكلات مزمنة ومستمرة من أجيال وقرون  ، فأصبح فصل الشتاء شديد البرودة ،  وأصبح فصل الصيف شديد الحرارة ، لدرجة أنه أصبح ، يكاد يكون من المستحيل على الإنسان العادى ، أن يعيش فى حرارة الصيف الملتهبة ، بدون وسائل تخفيف من الأجواء الحارة مثل أجهزة التكييف أو حد أدنى أجهزة المراوح ، لدرجة أنها أصبحت من مستلزمات الحياة ومن الأمور والأشياء التى إنتقلت من خانة السلع الترفيهية إلى خانة السلع الأساسية والرئيسية ، والتى لايمكن بدونها أن تستمر الحياة .

مسألة تغير المناخ إلى الأسوأ بالطبع ، أصبحت قضية خطيرة لا تكفى مؤتمرات المناخ التى تُعقد لحلها ولا حتى القرارات الصادرة عنها ، والتى يُنفذ بعضها ولا يُنفذ الآخر .

فالمسألة أصبحت جد خطيرة ومقلقة بالفعل ، لأنها أدت إلى أن الحياة فى طريقها ، لو استمر هذا المعدل العالى فى ارتفاع الحرارة والرطوبة إلى أن تصل إلى درجة الإستحالة  فى البلدان المحدودة الموارد ، التى لا يستطيع مواطنيها إقتناء أجهزة تكييف أو مراوح  .

القضية عموما أصبحت ساخنة وملتهبة مثل سخونة درجات الحرارة ، وأصبح على كل العلماء فى العالم ، أن يتجمعوا لوضع حلول عاجلة لحل مشكلات التغير السلبى للمناخ ، خاصة وأنهم واكبوا العديد من الظواهر الأخرى المقلقة والطبيعية ، مثل الإنهيار المفاجىء للجبال ، وكثرة الزلازل والفيضانات والعواصف ، التى تتعارض مع درجات الحرارة العالية ، أى أن المناخ أصبح فى حالة فوضى عارمة . 

وأعتقد والله أعلم أن كل هذه الأمور ليست طبيعية ، وربما تكون وراءها أيادى بشرية عابثة ، إعتادت أن تُنغص حياة البشر ، وأن تفرض  أمور وأوضاع ، وفقا لمعتقدات غريبة شاذة ووفقا لمفاهيم مجنونة أقرب إلى الخيال .

أنا لاأتهم أحد بعينه ، ولكنى أرى أنه ليس من المعقول عقلا ومنطقا ، أن تحدث كل هذه الأمور والظواهر غير الطبيعية فى توقيت واحد ، وتكون بهذا الشكل من الضراوة والقوة ، لابد أن يكون هناك ، وهذا هو الأرجح عقل شرير ، وراء مثل هذه الأمور لأن هذا التغير العميق ، ليس مجرد صدفة ، وإنما قد يكون مرتبطا بشكل أو بآخر بنوع جديد ومخيف من الحروب السرية غير المعلنة ، والتى تدور فى الخفاء بين القوى الكبرى .

وعموما الأمر يحتاج منا جميعا إلى المراجعة الدقيقة والاجتهاد فى إيجاد حلول مناسبة ومعقولة ، وفقا لظروف وقدرات كل بلد ، وأيضا محاولة إيجاد حل ما  لما يُقال ويتردد فى وسائل الإعلام العالمية  ، من أن ظاهرة الحرارة الشديدة هذه ، قد تستمر حتى منتصف الشتاء القادم ، وهو أمر خطير ، ويعنى الكثير من التخريب والتدمير للبيئة والزراعة والثروة الحيوانية وحياة البشر ونظم الحياة المختلفة ولأمور كثيرة ..
فهل يتحرك العلماء لمواجهة هذا الأمر ؟ وهل يحدث نوع من أنواع التعاون العالمى والدولى فى الخير وليس فى الشر ، ولو مرة واحدة من علماء من مختلف الجنسيات لإيجاد حلول عاجلة وسريعة تحمى البشر والبيئة والحياة من هذه الأخطار الهائلة ، أم أننا نخطو نحو مرحلة غير مسبوقة فى التاريخ الإنسانى، ولا يعلم مداها وخطرها إلا الله سبحانه وتعالى .

[email protected]